أصل كلمة دست
(دست) :
معرب دشت وهي الصحراء وفي القاموس (1) : الدّست الدّشت ومن الثياب والورق وصدر البيت معرّبات. واستعمله المتأخرون بمعنى الديوان ومجلس الوزارة والرئاسة مستعار من هذه قال المعري: [من البسيط] :
وقيل لا يصح فيه أن يكون مشتركا لاختلاف معناه في اللغتين، فإنه في الفارسية (2) بمعنى اليد، وفي العربية له معان أربع اللباس والراسة والحيلة ودست القمار.
وجمعها الحريري في قوله: نشدتك الله ألست الذي أعاره الدست، فقلت لا والذي أجلسك في هذا الدست، ما أنا بصاحب الدست، بل أنت الذي تم عليه الدست، وهم يقولون لمن غلب تم له الدست، ولمن غلب تم عليه الدست وانقلب عليه الدست. ومن الأخير دست الشطرنج قال: [من الطويل] :
والدّست تستعمله العامة لقدر النحاس. ولسليمان بن عبد الحق في بعض أهل الديوان وكان يلقب بالقط: [من السريع] :
والدّست في قول القاموس، ومن الورق بالمعنى الأخير فإن صح ذلك تم الدست بهذا المعنى. وأصله تم لهم الدست. وقيل هو فيه بمعنى اليد يطلق على التمكن في المناصب وله وجه وكتب الحجاج إلى عامل له بفارس: (( ابعث لّي بعسل من عسل خلّار من
النحل الابكار من الدّستنشار الذي لم تمسّه النار )) ، أي عصير اليد. ذكره الجاحظ (1) في كتاب التبيان (2) ونقله في الفائق.
(1) الفيروزابادي: القاموس المحيط، مج 1ص 147، مادة (دست) .
(2) دست بالفارسية: السيد، وتأتي. بمعنى مسند وقاعدة وأسلوب وسلوك وقانون وبمعنى الشيء الكامل التام. ينظر، عبد النعيم محمد حسنين: قاموس الفارسية، ص 248.
(1) الجاحظ: البيان والتبيين،، مج 1، ج 2ص 103، وفيه ورد (( الدّستفشار )) بدل (( الدّستنشار )) ، والدستنشار لفظ فارسي معناه المعصور باليد، مركب من (( دست )) بمعنى اليد و (( أفنشار )) بمعنى معصور. يراجع، د. عبد النعيم محمد حسنين: قاموس الفارسية، ص 74و 248، وفيه ذكر (( افشاردن )) بمعنى العصر.
(2) والصواب البيان إشارة إلى كتاب (( البيان والتبيين )) .
التعليقات