أصل كلمة جائزه


(جائزة) :

هي من تجوز مكانا وأما بمعنى العطيّة فليس بمولد كما توهم. ووقع في الحديث (2) : (( أجازه بجوائز أعطاه عطايا )) . قال الكرماني يقال أصله أن قطن بن عبد عوف والي فارس مر به الأحنف في جيشه غازيا إلى خراسان فوقف لهم على قنطرة وقال للأحنف: أجزهم فجعل ينسب الرجل فيعيطه على قدر حسبه انتهى. وقال الأنباري الجائزة أن تعطي الرجل ماء وتجيزه ليذهب لوجهه فيقول لقيم الماء: أجزني أي أعطني ماء حتى أذهب لوجهي وأجوز ثم كثر حتى سموا العطية جائزة. قال: [من الرجز] :

يا قيّم الماء فدتك نفسي
...
أحسن جوازي وأقلّ حبسي

وفي الإصابة (3) لابن حجر عن ابن دريد أن قطنا أول من سمى الجوائز وسنّها. وقد قيل: [من الوافر] :

هم سنّوا الجوائز في معدّ
...
فكانت سنّة أخرى اللّيالي

ويعكر على هذه الأولية ما في الحديث الصحيح: (( الضيف جائزته يوم وليلة )) (1) .

انتهى.


(2) ومنه الحديث: (( أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم )) أي أعطوهم الجيزة، والجائزة: العطية، يقال: أجازه يجيزه إذا أعطاه. يراجع، ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر، ج 1ص 314.

(3) ابن حجر العسقلاني: الإصابة، ج 5ص 342341، وفيه لم يذكر ابن حجر شيئا مما حكاه شهاب الدين الخفاجي.

(1) جاء في الحديث: (( الضيافة ثلاثة أيام، وجائزته يوم وليلة، وما زاد فهو صدقة )) . ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر، ج 1ص 314.

المصدر: شفاء الغليل في كلام العرب من الدخيل لشهاب الدين الخفاجي المصري (1569 - 1659م) - تحقيق د. محمد كشاش.

التعليقات